كرة القدم، أو الساحرة المُستديرة كما يحلو لمحبيها تسميتها، استطاعت أن تسحر عقول أكثر من مليار شخص حول العالم ليصبحوا من مُتابعيها عن كثب وباستمرار، بالإضافة إلى أكثر من 250 مليون شخص يلعبون كرة القدم بشكل مُستمرّ، ولم تأتِ هذه الأرقام من فراغ، بل هي مُستحقَّة تماماً؛ لأن رياضة كرة القدم هي أكثر الرياضات الجماعيّة انتشاراً وشهرةً حول العالم، لما تحتويه من حسّ تنافسيّ كبير، وروح التحدي التي لا تنفصل عنها أبداً، وحب الفوز والانتصار والابتعاد عن الهزيمة أيضاً من أكثر الصّفات المُميِّزة لها، كما تُعتبر كرة القدم من أكثر الوسائل التي تعطي الإنسان فرصةً لرفع اسم بلاده عالياً حول العالم في مختلف المَحافل الدولية، وذلك عن طريق تمثيل المنتخب الوطني في المُسابقات والبطولات الكرويّة الدولية والقاريّة.[١]
بدأ الخط الزمنيّ لكرة القدم في العصر الحديث منذ عام 1863م في إنجلترا مهد كرة القدم في العالم، حيث تأسّس أول اتّحاد كرويّ مَعنيّ بأمور وشؤون كرة القدم، ومن بعد تأسيسه أصبحت كرة القدم تنتشر بشكل أكبر وأسرع حتى عام 1904م، وذلك عندما تأسّس الاتّحاد الدوليّ لكرة القدم (بالإنجليزيّة: fifa) في العاصمة الفرنسيّة باريس ليصبح الهيئة والمرجعيّة الرسميّة لكرة القدم على المُستوى العالميّ، ومن ثمّ انتشرت اللّعبة في جميع أنحاء العالم بشكل تدريجيّ إلى أن وصلت ما هي عليه الآن من شهرة ومُتابعة حول العالم.[٢]
قوانين رياضة كرة القدمتُعتبر كرة القدم من أكثر الرياضات الجماعيّة المُتقيّدة بالكثير من القوانين والأنظمة التي تضمن بقاء كرة القدم اللعبة الأولى عالميّاً، ومن قوانين كرة القدم ما يأتي:[٣]
حتى يصبح اللاعب ماهراً عليه أن يتقن العديد من المهارات التي تُؤهّله لحمل لقب اللاعب الماهر، إذ إنّ هذا اللقب لا يأتي من فراغ، بل يحتاج إلى التدريب المُكثّف وبذل الجهد في سبيل تحقيقه، حتى لو كانت المهارة الكرويّة لديه هبةً ربانيّةً، فالموهبة لا تتطوّر إلا بالتّمارين والتدريب بشكل مُستمرّ حتى لا تختفي مع مرور الزمن، ولتعلُّم كرة القدم يجب الإلمام بأكثر من جانب مهاريّ حتى تُصبح اللعبة مُمتعةً وسهلةً أكثر، فهنالك جوانب مهاريّة مُتعدّدة، مثل المهارات الهجوميّة كدحرجة الكرة والمراوغة، والمهارات الفرديّة، واستقبال الكرة بشكل صحيح والسّيطرة عليها، والجري بالكرة وتمريرها، والتصويب المباشرعلى مرمى الخصم، والتحرّك دون كرة في الملعب، والمهارات الدفاعية مثل الضغط على لاعبي الخصم، والتمركز الصحيح في خط الدفاع، والتغطية على اللاعبين، وحسن التصرّف بالكرة في حالات الهجمات المُرتدّة، وتشتيت الكرة بشكل صحيح، ووقف هجمات الخصم وإنهائها بالشكل المطلوب، والضغط على حامل الكرة وقطعها منه.[٥]
من مُتطلّبات رياضة كرة القدم أن يكون اللاعب قادراً على تحمّل الجهد الكبير للعب المباريات بشكل كامل، ويجب أن يتحلّى لاعب كرة القدم الماهر بالعديد من الصفات البدنيّة، مثل القوّة، والرشاقة، والسرعة، وسرعة اتّخاذ القرار، وردة الفعل السّريعة والمرونة في التحرك. وعند بداية مُمارسة كرة القدم على اللاعب أن يتعرّف على أفضل المراكز المُناسبة له ولطبيعة جسمه وقدراته ومهاراته، واختيار المركز يعتمد بشكل كبير على طبيعة لعب لاعب كرة القدم من جانب، ورؤية المدرب من جانب آخر؛ لأن المدرّب يمتلك خبرةً ورؤيةً أكثر من اللاعب نفسه، ويُفضّل تجربة أكثر من مركز في بداية المسيرة الكرويّة حتى يتسنّى للاعب والمدرب معرفة أكثر المراكز مُلائمةً لقدرات ومهارات اللاعب.[٦]
كما تُعتَبر اللياقة البدنيّة العالية هي أساس النجاح في المجال الرياضيّ مهما كان نوعه؛ فالرياضي الناجح يحتاج للخضوع إلى التمارين الشاقّة بشكل يوميّ، وجعلها جزءاً من روتين حياته اليوميّ حتى يحصل على الرشاقة واللياقة اللازمة لتحقيق النجاح، ومن أفضل التمارين التي تُحقّق اللياقة البدنية العاليّة تمرين الركض، ويجب تعويد الجسم عليها على مراحل مع مراعاة زيادة صعوبة التمرين ومدّته مع الوقت؛ فمن الممكن البدء بالركض لمدة ربع ساعة يوميّاً، ثم تزداد إلى نصف ساعة مع تغيير الروتين المُتَّبع في الركض بالقفز إلى اليمين ثلاث مرّات وإلى اليسار ثلاث مرات خلال الرّكض، أو الركض مُتّجهاً إلى الإمام ومن ثم إلى الخلف، وأيضاً هنالك تمرين القرفصاء الذي يُساعد على تقوية عضلات الفخذين وتقوية الرّكبتين، وتمارين السرعة والمُرونة والقفز، وتمارين الدمبل بالقرفصاء؛ وهو عبارة عن تمرين القرفصاء لكن باستخدام الأثقال بأوزانها المُختلفة مع الصعود والهبوط بشكل مُستمرّ حتى تتم عمليّة تقوية عضلات الجسم المُختلفة بشكل أكبر.[٧]
فوائد رياضة كرةِ القدمرياضة كرة القدم من أجمل الرياضات الجماعيّة التي تعمل على تزويد المُتابعين واللاعبين بجرعة نفسيّة ورياضيّة كبيرة تبعد عنهم هذه المشاعر السلبيّة وتُعطيهم نوعاً من السّعادة الغامرة، وكرة القدم أيضاً تُساعد على تقليل الإصابة بهشاشة العظام وتكسّرِها عند مُمارستها بشكل طويل ومُستمرّ، وتُشير الكثير من الدراسات إلى أنّ العظام تكون أثقل وأكثف في الأرجل والعمود الفقريّ لدى الأشخاص الذين مارسوا كرة القدم قبل فترة البلوغ، كما تعمل كرة القدم على زيادة قوّة إطار الهيكل العظميّ، وتجعل العظام قويّةً إلى حد كبير، كما تعمل أيضاً على تقوية عضلة القلب، وتُحسّن اللياقة البدنيّة، وتُساعد على تقوية عضلات الأرداف والأفخاذ بشكل كبير؛ لأنّ طبيعة رياضة كرة القدم تُركّز على هذه المناطق العضليّة بالتّحديد عند الرّكض وعند دفع الكرة وتمريرها وتسديدها.[٨]
المراجعالمقالات المتعلقة بكيف تصبح لاعباً ماهراً في كرة القدم